التخطيط المالي الشخصي ‏

 

في عصر تتزايد فيه متطلبات الحياة بشكل غير مسبوق أصبحت المصاريف كثيرة والالتزامات عديدة، فلا تحل نهاية الشهر إلا ويكون الراتب قد تلاشى! أما الادخار فقد أضحى أملاً بعيد المنال لدى الكثيرين. لذلك ظهرت الحاجة إلى التخطيط المالي لتدبير الأمور المالية سواء الشخصية أو الأسرة.

كيف تُحسِّن من وضعك المالي وتتجاوز ضغوطك المالية بشجاعة:

كلنا معرضون لأن نمر في مرحلة أو أكثر من حياتنا بأزمات مالية وأوضاع غير مرغوبة، ورغم أن هذه تعتبر مشكلة مقلقة، إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في عجزنا عن تحليل أزماتنا المالية وفهم أسبابها، لأن هذه هي الخطوة الأولى من أجل التعامل معها بجدية وبشكل عملي، وبالتالي تجاوزها والانتقال منها إلى الوضع المالي الذي نطمح إليه.

سنستعرض فيما يلي، أهم الأسباب الشائعة التي تؤدي بالناس إلى الوقوع في شباك الفقر والأزمات المالية، ومعها سوف نعرض بعض الحلول المقترحة لتحسين الوضع المالي:

هل دخلك منخفض؟

بالرغم من إنخفاض الدخل ليس هو السبب الوحيد الذي يؤدي إلى العيش في دائرة من الضيق المالي، إلا أنه مؤشر على وجود خلل يجب إصلاحه، حيث إنه في الوضع الصحي الطبيعي يجب أن يتضاعف دخل الفرد كل ثلاث أو خمس سنوات، وهو أمر بمقدور أي إنسان تحقيقه إذا امتلك الرغبة الحقيقية في ذلك، مع بعض المعرفة والمهارات المطلوبة لهذا الأمر.

ومن أجل التغلب على مشكلة الدخل المنخفض فإنه يتعين على الشخص الذي لديه رغبة صادقة في تحسين وضعه المالي، أن يهتمَّ بالتعلم أكثر عن:

مهارات زيادة الدخل .مهارات الادخار .مهارات الاستثمار.

كثير من الأفراد والاسر من ذوي الدخل المتوسط يعانون باستمرار من مشاكل مالية مزمنة، والسبب هنا ليس إنخفاض الدخل، بل هو إنخفاض الوعي المالي وفشل في تدبير الدخل وترشيد الاستهلاك، حيث ان كثيرا من أبناء هذه الطبقة يفتقرون للأسف إلى ثقافة الادخار والاستثمار، فهم ينفقون كل ما يكسبونه من المال! بل إن بعضهم ترتفع نفقاتهم فوق مستوى دخلهم!! وهذا خطأ قاتل في مفهوم التنمية المالية الشخصية، لأن الوصول إلى الاستقلال المالي متعذر على كل من يسير على هذه السياسة غير المسؤولة، والحل هو أن يُعدِّل مساره وسلوكه المالي، وعندها سوف تتحسن نتائجه المالية.

من أجل أن تضمن لنفسك استقلالا ماليا ومستقبلا كريما، يتعين عليك أن توفر ما لا يقل عن 10% من إجمالي دخلك، استثمر هذه النسبة فيما بعد، والمهم أن يكون خيار الاستثمار مدروسا بعناية.

 

 

قد تكون غارقا في الديون

الغرق في الديون غالبا سببه الأساسي الأكبر هو ضعف الوعي المالي، حيث يبدأ الشاب حياته العملية والمالية قبل أن يأخذ الجرعة التي يحتاجها من الثقافة المالية، فيخطو خطواته الاولى بدون وجود رؤية واضحة، وبدون أهداف وأولويات مالية محددة، وبلا خطوط مالية حمراء، فيجد نفسه فجأة غارقا في الديون والضيق المالي.

هذه المشكلة شائعة بشكل خطير في أغلب المجتمعات. ورغم أن نسبة الادخار ممتازة في بعض البلدان كالصين وألمانيا، إلا أنها في الحقيقة تعتبر مشكلة عالمية، والحل يبدأ في التوعية بالتثقيف المالي، خصوصا للشباب، وهذه تكون مهمة الآباء بالدرجة الاولى، لأن من مسؤولياتهم تعليم أبنائهم كل ما يوفر لهم الحياة الآمنة والمستقرة في مستقبلهم، وكذلك يجب على المؤسسات التعليمية والإعلامية أن تأخذ واجبها التوعوي تجاه المجتمع في هذا الجانب.

زيادة الدخل هي الحل الأفضل لتجاوز الضغوطات المالية التي تسببها الديون، فإذا كنت واحدا من الذين يعانون من الديون التي تستهلك معظم مواردك المالية فيمكنك التفكير في زيادة دخلك باعتباره حلا من الحلول الأكيدة التي ننصحك بها بشدة.

واجه مسؤولياتك المالية بشجاعة.

لأسباب نفسية وإدراكية غير واعية يتسبّب بعض الأشخاص لأنفسهم بالأزمات المالية، بينما تكون عادة هي أزمات يمكن تجنبها ببساطة مع قليل من الإدارة المالية الواعية والمسؤولة، ومن النماذج على ذلك: تراكم المستحقات المالية واجبة الدفع، مثل الفواتير وشيكات الدفع، وبالتالي يدخل الشخص في دوامة من المطالبات والمشاكل والضغوطات التي يمكن أن تسبب له التعاسة، وقد تعرقل مسيرة تقدمه في الحياة.

 

 

التخطيط المالي

التخطيط المالي  مفهوم كبير يتضمن أمورا عديدة مثل تدبير الصرف و الادخار و الاستثمار و التخلص من الديون وكيفية بناء موازنة مالية مُثلى للفرد أو الاسرة فأنت لست بحاجة إلى أن تكون خبيرا ماليا حتى يكون لديك فهم قوي لما تعنيه كل هذه المفاهيم. وليس من الضروري – كما يعتقد لبعض – أن تكون صاحب أعمال أو ثروة كي تتقن إدارة أمورك المالية ، بل تحتاج فقط إلى فهم بسيط لأساسيات ومبادئ التخطيط المالي حتى تتمكن من إدارة شؤونك المالية لتعيش حياة طيبة ومستقرة لك ولعائلتك.

إن علم الاجتماع ، يقسم العقلية المالية إلى ثلاثة أنواع هي‎:‎

‎• ‎العقلية الفقيرة: وهي عقلية أناس مهما كسبوا من مال فإنهم يبقون فقراء، لأن ‏كل ‏التدفقات ‏النقدية المكتسبة تذهب إلى المصاريف، وليس إلى الأصول. ويغلب الطابع ‏العاطفي ‏على ‏مشترياتهم ومصاريفهم، فيشترون أشياء ليسوا بحاجتها فعلاً. ومهما كان ثمن ‏هذه الأشياء ‏زهيداً، ‏فإن تراكمها يؤدي إلى هدر مبالغ كبيرة‎.‎

• ‎العقلية الوسطى: وهي عقلية الطامحين إلى أن يصبحوا في الطبقة الغنية، ولكن ‏تدفقاتهم ‏المالية ‏تذهب إلى نمط معيشتهم والاستهلاك، وتسديد القروض والديون، وليس إلى ‏الاستثمار ‏في ‏الأصول‎.‎

‎• ‎العقلية الغنية: هي التي تضع كل تدفقاتها المالية في الأصول والاستهلاكات ‏اليومية، فذوى هذه العقلية يعتمدون على ‏استثمار أموالهم، ‏ويستغلون ‏عائد الاستثمار في الاستثمار مجدداً‎.‎

 

 

أهداف التخطيط المالي :

‎ ‎ وتكمن أهمية هذه الخطة في أنها تساعد واضعها على مواجهة استحقاقات مالية بعضها متوقَّع ‏ومعروف سلفاً، مثل مواعيد تسديد الديون وأقساط المدارس وزواج الأبناء على سبيل الأمثلة، ‏ومنها غير المتوقَّع مثل المرض‎ ‎والإعاقة والبطالة والاضطرار للسفر لسبب ما، الوفاة وما شابه ‏ذلك، مما يتطلب مصاريف كبيرة نسبياً. واذا تأملنا في هذه الجوانب التي يجب أن يأخذها ‏التخطيط المالي في الحسبان، نستخلص أن ما من خطة مالية واحدة يمكن تطبيقها على الجميع. ‏فلكل فرد وأسرة معطياتها الخاصة. ولكن هناك أساسيات مبدئية لا بد من الالتزام بها عند وضع ‏أي خطة مالية‎.‎

حياة مستقرة : يرتبط استقرار الأحوال الشخصية للأفراد والأسر إلى حدٍّ كبير باستقرار أحوالهم المالية. وترتبط الأحوال المالية بالتخطيط المسبق لها. فالتخطيط المالي السليم شرط لا غنى عنه إذا شاء المرء درء المتاعب الاقتصادية، وتحسين أوضاعه باستمرار وصولاً إلى سن التقاعد الآمن والمريح.

قرارات مالية سليمة : يساعد التخطيط المالي الأفراد والأسر على إدارة الموارد المالية بفاعلية، وتحسين اتخاذ القرارات المالية؛ البسيطة منها والمعقدة. ويساعد أيضًا على التحكم بالشؤون المالية وتجنب القرارات غير السليمة مثل الإفراط في الاقتراض أو الاعتماد على الآخرين لتدبير النفقات الشخصية.

تنمية الثروة : وبنفس الضرورة يكون الشخص الذي يملك تجارة وثروة بحاجة لاتخاذ إجراءات وتدابير للمحافظة على ثروته وتنميتها حسب حاجاته وإمكانياته وصفاته الشخصية، بالإضافة الى سهولة نقل هذه الثروة الى الأجيال القادمة وعدم تناقصها.

 “التخطيط المالي” هو خارطة الطريق والدليل المرشد نحو حياة مالية سعيدة.

 

التخطيط المالي الشخصي تخطيط للامور المالية الشخصية:

إن التخطيط المالي الشخصي احد المكونات الاساسية في التمويل الشخصي والذي لا يستطيع  الفرد الاستغناء عنه. حتى لو لم تكن صاحب مشروع وليس لديك أية تجارة، من المهم جداً أن يكون لديك سيطرة و تحكم بأموالك الشخصية. وتختلف الحاجة للتخطيط المالي الشخصي من فرد الى آخر، فالبعض لديهم عدة حاجات مالية وتختلف هذه الحاجات باختلاف البيئة و الظروف.

إن التخطيط المالي الشخصي هو الطريق الأمثل لإدارة دخلك الشهري أو الأموال التي تمتلكها بشكل عام. سنستعرض معًا الخطوات الأساسية لتدبير أحوالك المالية الشخصية :

1– الانضباط هو المفتاح

إن العمل وفق المخطط المالي الشخصي قد يكون في بدايته شاقًّا، ولكن هناك ثمرة لذيذة وحصاد وفير، إذا ما التزمت بالتخطيط دون ملل أو تعب. فالانضباط والالتزام هو ما سيساعدك بالفعل على تذليل المصاعب وتمهيد الطريق نحو الاستقلال المالي الشخصي.

2– تجنب الاقتراض إلا إذا كنت مضطرا

تجنب الاقتراض إذا لم تكن مضطرا لذلك، ولا تقترض فقط لشراء بعض الكماليات، كشراء سيارة جديدة أو السفر للترفيه أو لتجهيز غرفتك وتجديدها، أو شراء مجموعة من الاجهزة المنزلية أو غيرها من الاعذار التي لا يمكنك اعتمادها فقط لتقترض مالا. فلا بد أن يكون الاقتراض أمرا استثنائيا وليس أمرا اعتياديا ، وذلك لما له من عواقب وخيمة عليك إذا تعودت عليه في حياتك. يجب تجنب الاعذار التي لا يمكنك اعتمادها فقط لتقترض مالا.

 

 

3- تجنب الاندفاع نحو التقسيط

الاندفاع نحو التقسيط اصبح ظاهرة خطيرة وسلوك غير سليم يقود الناس إلى الغرق في الديون. يجب عليك أن تحذر من هذه الظاهرة حتى لا تكتوى بنارها بعد ان فوات الآوان. لا تكن صيدا سهلا لدعايات التقسيط و اشترِ حاجياتك مدفوعة الثمن. إن قررتَ شراء شيء، فعوِّد نفسك أن توفر له حتى تكتمل قيمته.

4– رفع مستوى الوعي المالي

إن كنت لا تزال تصارع أزماتك المالية ولم تحصل بعد على الدخل الذي يلبي طموحاتك، فأنت بلا شك تحتاج إلى تطوير ذلك الجزء من وعيك المتعلق بالمال. و كتب الثقافة المالية تزخر بالعديد من الأفكار والتجارب والخبرات التي ستساعدك بلا شك على تنمية وعيك المالي وبناء ثقافة ريادة الاعمال .مثل كتاب: أغنى رجل في بابل وكتاب الأب الفقير والأب الغني …الخ . قد تجد صعوبة في البداية في فهم المصطلحات المهمة والأساسية، لكن مع الوقت ستتمكن من التعامل مع هذه المفاهيم وبالتالي تتمكن من تعزيز ثقافتك المالية.

5– الادخار ضرورة وليس اختيار

تتعذر الغالبية بعدم كفاية الراتب للادخار، بينما في الواقع ، مادام الفرد يملك دخلا يغطي استهلاكه الشهري فهو فعليا يستطيع أن يدّخر 10% من دخله. إن ثقافة الادخار تأتي بعد ترسيخ ثقافة الترشيد والوعي بأوجه الإنفاق (الضروريات – التحسينات – الكماليات). وتبدأ ثقافة الادخار بإحساس الشخص بمسؤولية المستقبل، مثل مسؤوليته تجاه مصروفات والتزامات الحاضر. الإدخار ليس تكديس عبثي للنقود، بل برنامج يهدف إلى اقتطاع جزء من دخلك الشهري من أجل نفسك ومستقبلك وجودة حياتك وحياة أسرتك. الادخار هو نظام لتقليل صدمات الحياة وتحسين جودة حياة الاسرة، ويظهر ذلك جليا في أوقات الطوارئ المالية والأزمات غير المتوقعة. ونحتاج أيضا إلى ادخار المال للأمور التي يمكن توقعها كذلك، على سبيل المثال: توفير المال اللازم لإمتلاك منزل شخصي, وسنحتاج للادخار من تعليم الأبناء خصوصا في مراحل الدراسات العليا. وغير ذلك من الحاجات المستقبلية.

 

 

6- داوِم على التصدق بجزء من دخلك

الصدقة مفتاح روحي للرزق، فقد يكون لديك قريب محتاج ليس لديه من يعيله أو تكفل يتيم او تستقطع جزء بسيط من راتبك مثلا 2,5 % وتخصِّصه للصدقة. فهي تجنبك كثيراً من أقدار الله المؤلمة التي تأكل كثيراً من راتبك كالمرض. وحتى لو كنت في مستوى مالي متواضع، فيمكنك أن تتصدق بالقليل، السر يكمن في مداومته. قال صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة. وقال الله تعالى: “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”.

7– التخطيط  للاستثمار

كيف تستثمر أموالك بذكاء وحِكمة ليس بالأمر السهل طبعا، ومع ذلك يمكننك دائما استثمار الاموال بشكل افضل لو تحلّيت بالصبر وتعلمّت الحد الأدنى من الثقافة الاستثمارية وتجنبت خيارات الاستثمار التي لا تناسب قدراتك المالية و لا تتلاءم مع أهدافك.. وتوجد العديد من الخيارات الاستثمارية الأمثل و لو كانت انطلاقا من رأس مال صغير. إذا لم تكن مواردك المالية تسمح الآن بالاستثمار فلا مشكلة. كل ما عليك هو تفعيل الادخار لبناء راس مال يمكن استثماره في المستقبل.

من الاستقلال المالي إلى الحرية المالية

ولعل أهم ما في الاستثمار من نتائج بالنسبة إلى المستثمر الجيّد، هو أنه يسمح لصاحبه بالانتقال ‏من مرحلة الاستقلال المالي إلى الحرية المالية. والفرق بين الاثنين كبير‎.‎

فالاستقلال المالي، هو القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية الثلاثة: الغذاء والملبس والمسكن، ‏ إذ يكون الدخل أكبر من النفقات الخاصة بذلك‎.‎

أما الحرية المالية فهي قدرة الفرد على القيام بما يخطط له مالياً من دون أي قيود مرتبطة بالعمل ‏أو بأي اعتبار آخر، ففي الحرية المالية تكون أموال الفرد هي العاملة لديه وليس هو من يعمل ‏من أجلها‎.‎

وإلى ذلك، وجوب تخصيص بند للتعليم وتطوير الذات، لأن الاستثمار في الذات يجني ثماره ‏أضعافاً في وقت لاحق. فهو يزيد من قيمة الفرد، الأمر الذي ينعكس بدوره زيادة في دخله ‏المالي‎.‎

 

 

8- التخطيط المالي للأسرة

في كثير من الأحيان نشعر وكأن جيوبنا مثقوبة، نجني المال ولكن لا نعرف كيف يتم صرفه. ينتهي الراتب قبل نهاية الشهر.. هذا لسان حال الكثير من الأسر. أصبحت كل أسرة في الوقت الراهن بحاجة ماسّة إلى تطبيق موازنة الأسرة وفق مبادئ التخطيط المالي السليم. ومن الناحية العملية، يعني التخطيط المالي للاسرة وضع الخيارات والاحتمالات في الوقت الحاضر، و التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية وجيدة في المستقبل. بما يضمن تأمين الحاجيات المالية للأسرة في الوقت الحاضر ومستقبلا. وتندرج الحاجات المالية ضمن نوعين:

  • الحاجة للمال لمواجهة حدث معروف مسبقاً

ولمواجهة الأحداث المعروف حدوثها مسبقا او الممكن التنبؤ بها يجب تجميع وإدخار المال لمواجهة هذا الهدف ولفترة محددة تنقضي بتحقق الحدث. مثال ذلك معرفتنا لموعد سداد قرض حصلنا عليه ، كذلك دخول المدارس والجامعات، حيث يبدأ الأهل بالادخار منذ فترة وصولا الى وقت دفع الرسوم المدرسية او الجامعية او لوضع ميزانية ومخصص لدفع المبلغ في وقت محدد حتى الادخار لزواج ابنائهم في المستقبل، ولكن دون تحديد موعد لهذا الحدث السعيد.

معظم الخطط المالية لمواجهة الحاجات المعروفة مسبقا تكون مصممة للاستفادة منها والحصول على المال خلال فترة حياة هذا الشخص.

  • الحاجة للمال لمواجهة حدث غير معروف مسبقا

الحاجات التي لا يمكن التنبؤ بها، فهي كثيرة قد تحدث او لا تحدث منها المرض والإعاقة أو وفاة الأهل قبل نضوج الأبناء او البطالة، وبالتالي هناك حاجة كبيرة للفرد ان يحمي نفسه وعائلته من هذه المخاطر، وأن يكون متأكدا ان فوائد خططه المالية والبرامج المتعلقة بها ذات عائد يكفي حاجات عائلته.

إن التخطيط المالي للاسرة أساس تحقيق الاستقرار الأسري. وفيما تقديم أهم الخطوات القابلة للتطبيق على مستوى الاسرة :

  • تقييم الوضع المالي

ولوضع أهداف مالية ذكية ننصح بخطوات أربع هي‎:‎

‎/1 ‎ كتابة الأهداف وتحديدها

 2/‎  ‎تحديد الوقت المتوقع لتحقيقها

سنة واحدة للخطة قصيرة المدى، وخمس سنوات للخطة المتوسطة، وأكثر من خمس سنوات ‏للخطة بعيدة المدى‎.‎

‎‎/3 ‎ ترتيب الأولويات

4/ ‎تحليل الوضع المالي القائم

أول ما ينبغي القيام به لإعادة التوازن المالي للأسرة هو معرفة الوضع الحالي، فلن يستطيع احد أن يخطط ما دام لا يعي جيدا نقطة الانطلاق. مثلاً: مقدار دخل الأسرة، حصر جميع الديون وجدولتها وتصنيفها حسب ما يجب تسديده بأقرب وقت؟ وما يمكن تأجيله؟ وما هو حجم الإنفاق الشهري وما إذا كان هنالك أي أمور يمكن الاستغناء عنها أو ترشيدها؟

ابدأ بدراسة الموقف وكتابة النقاط التي على الاسرة أن تنفذها لتذليل العقبات وبداية بسط الطريق امام التنظيم المالي، وأول خطواته إعداد الموازنة الشهرية.

 

 

  • الموازنة الشهرية للأسرة

يرتبط استقرار الأحوال الشخصية للأفراد والأسر إلى حدٍّ كبير باستقرار أحوالهم المالية. ‏وترتبط الأحوال المالية بالتخطيط المسبق لها. فالتخطيط المالي السليم شرط لا غنى عنه إذا ‏شاء المرء درء المتاعب الاقتصادية، وتحسين أوضاعه باستمرار وصولاً إلى سن التقاعد ‏الآمن والمريح‎.‎

القاعدة الذهبية في الموازنة الشهرية تفيد أنه لا يتجاوز السكن ثلث الراتب، وما لا تتجاوز 10% على الترفيه و 40% على الحاجيات الأساسية (الطعام والشراب والتنقل والتعليم..). والنسبة المُتبقِّية توجَّه للادخار. طبعًا يمكن تغيير هذه النسب حسب ظروف كل أسرة، لكن أي خلل كبير في النسب فتكون هناك مشكلة تحتاج إلى حل.

الموازنة الناجحة تُحدَّد على ضوء الأولويات وليس بناءً على المنافسة الاجتماعية المزيّفة. فلا ينبغي ان تقارن الاسرة وضعها بالآخرين، فكل أسرة تختلف احتياجاتها، فقد يكون شراء سيارة مجرد كماليات يمكن الاستغناء عنها، بينما أحد الجيران هي من الأساسيات لوجود مريض لديهم في البيت، أو أي ظرف آخر.

  • وضع الأهداف المالية للاسرة

إن من مبادئ التخطيط المالي الاساسية تحديد أهداف مالية واضحة وواقعية. وتختلف الاهداف المالية من أسرة الى أخرى. فهناك من يسعى للتخلص من الديون، وهناك من يطمح لزيادة دخل الاسرة أو الدخول في استثمار معين.

مثال على هدف مالي : مثلا أن تقول بأنه حتى نهاية هذا العام سيتم القضاء على الديون أو تخفيضها بنسبة 50%. ومن شروط رسم الأهداف أن يكون الهدف واضحا ومحددا وقابلا للتطبيق، فلا ينفع أن نضع هدفا عاما فضفاضا مثل أن تقول: الهدف هو تحسين الوضع المعيشي، ولا يصح أن تترك الأمور بدون مدة زمنية محددة. وأن يكون الهدف قابلا للتحقيق وفقاً لإمكانياتك فالأهداف الكبيرة جدا مستحيلة التنفيذ قد يكون لها أثر عكسي على تثبيط الهمة لعدم القدرة على تحقيقها. الأهداف المالية الذكية يجب أن تكون محدَّدة وليست عامة أو مبهمة وكذلك قابلة للقياس ‏من ‏حيث القيمة المالية أو النسبة المئوية ويمكن تحقيقها بحيث لا تكون تعجيزية وذات صلة ‏بالواقع ‏من حيث ترتيب الأولويات وتحتم إزالة العشوائية من المصروفات وأيضاً على هذه ‏الأهداف أن ‏تكون مرتبطة بإطار زمني متوقع قصير أو متوسط أو طويل الأجل.

 

 

  • وضع ميزانية للطوارئ

هناك ظروف غير متوقّعة يمكن أن تؤثر سلباً على الميزانية بالرغم من التخطيط الجيد لها. فقد تحدُث أمور لا يمكن التنبؤ بها ويجب التحوط لها، وهي كثيرة وقد تحدث أو لا تحدث، كالمرض أو عطل السيارة أو البطالة. وهذه الحالات لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بحدوثها، إلا انه رغم ذلك تترك اثرها المالي السلبي على الاسرة في حال حدوثها، مما يفرض الحاجة إلى حماية الأسرة من هذه المخاطر. وفي هذا الباب ينصح الخبراء بتخصيص غلاف مالي للطوارئ والمبلغ المثالي يساوي مجمل رواتب 6 أشهر إلى سنة.

  • إشراك الجميع في الخطة والموازنة المالية

إن الخطة المالية ليست فردية، بل عائلية، يشارك الجميع في تحقيقها وإنجاحها، وحبَّذا لو ‏وضع ‏كل فرد في العائلة خطته الخاصة الصغيرة إلى جانب الخطة الأساسية‎. ‎

‎ ‎من الأمور المهمة وضع الخطة بالاستعانة بطرف ثالث متخصص في هذا الشأن؛ لأنه ‏عندما ‏يضع المرء خطته الشخصية وحده، فإنه يميل عادة إلى التساهل مع نفسه‎.

على أفراد الأسرة المشاركة والتوافق على موازنة الأهداف المالية لضمان تحقيقها بشكل جيد. يؤكّد المهتمون بالشؤون المالية للأسرة على ضرورة إشراك أفراد الأسرة جميعهم وأخذ آرائهم ومقترحاتهم للتخطيط للمستقبل ليتحقق التفاعل الإيجابي مع الميزانية المقترحة للأسرة، ويكفل في نفس الوقت تحقيق الأهداف التي وضعت في الأساس لها الميزانية. إن تفهم جميع أفراد الأسرة لأهداف الميزانية واشراكهم في إعدادها، سيخلق نوعا من التفهم، وسيقلل من الاندفاع لشراء الحاجيات التي قد لا تكون ضرورية وليس لها بند يسندها في الميزانية.

هذه تقريبا من أهم أسس التخطيط المالي الشخصي التي يمكن أن تبدأ بها، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فلا تتردد واستعن بالله وانطلق، ولن تخسر أي شيء فأنت تبذل مجهودا ذهنيا جبارا في القلق من المستقبل والضنك من وضعك المادي اليوم فلا ضرر لو بذلت ربع هذا التفكير في الحل الأمثل والتخطيط الجيد للخروج من هذه الأزمة، حدد هدفك الآن وانطلق.