الاستعداد لصنع المستقبل

الاستعداد لصنع المستقبل

وهو رؤية لتحسين قرارات الحاضر للفوز بالمستقبل ومحاولة لبناء جسر يعبر بنا لمستقبل وغد أفضل. الى الذين يؤمنون بان الغد يُصنع من الآن، فالإنسان بطبعه ينظر الى القادم، وما يحكم الوصول إليه بعد توفيق الله هو إتقانُ فنِّ التخطيط؛ وفنُّ تصميمِ النظم؛ وتطبيقُ المنهجيات العلمية والعملية للوصول للأهداف بمعايير الجودة الشاملة؛ وصياغةُ ما خُطط له و قُدِّر الوصول إليه بنهاية الخطة في رؤية شاملة  تعبر وتعكس صورة الوضع في المستقبل بنهاية أجل الخطة بدقة لتنتظم خطى المسير نحوه  بعزم، مع حشد وتنظيم القوى في مؤسسات ومنظمات تلتزم بالمؤسسية وتتمتع بالفاعلية والتخصصية والقدرة على الاستشراف ودقة التحليل والتقديرات (التشخيص السليم نصف الحل) ولتتفاعل بداخلها الموارد والأفكار (حاضنات) ولتصبح مستودع لتراكم التجارب وتلاقح الأفكار ولتبدع في طرق وأساليب التنزيل إلى الواقع في شكل مشروعات وبرامج وتطبيقات عملية فعالة (صياغة محكمة وبسيطة) والإبداع في تسويقها والترويج لها لإحداث الإصلاح والتغيير، ولتعزيز قدرتها لقيادة المنافسة في مجال عملها بمزج الأفكار بالأعمال والتقنية (المفكرين +العمليين التنفيذيين +التقنية) ولتهتدي في مسيرتها بالآتي:

1.       تطبيق معادلة النجاح الإداري والمؤسسي (معادلة المؤسسية).

2.       إحكام التدريب.

3.       توظيف التقنية.

4.       العمل وفق الاستراتيجيات التنافسية الشاملة. 

5.       الجودة والامتياز في العمل والعمليات.

6.       الاهتمام وتحفيز عمليات البحث والتطوير.

أثبتت الدراسات أن مؤسسة المستقبل هي المؤسسة القادرة على تحويل هيكلها من الشكل البيروقراطي الرأسي الى الشكل الأفقي مع السماح بتعدد القيادات وتبادل الأدوار القيادية، ولتتمتع المنظمة بالفاعلية ﻻ بد من أداء الوظائف القيادية والإدارية بصورة مؤسسية فاعلة بجميع المستويات فـ (القيادة هي تحريك الأتباع نحو الهدف، والتركيز على العلاقات والمستقبل من خلال ست وظائف أساسية:

1.       التخطيط وإقرار السياسات.

2.       فتح آفاق جديدة (الإبداع).

3.       بناء العلاقات الرئيسية. 

4.       حل المشكلات المزمنة.   

5.       تطوير الذات والأتباع.

6.       تقدير وتكريم المتميزين.

والإدارة هي التعامل الفعال والمؤثر مع الموارد لتحقيق الأهداف المطلوبة بنشاط منظم ومرتب وتسعى لتحقيق ذلك من خلال وظائفها السبعة:

1.       التخطيط التشغيلي.

2.       التنظيم

3.       التوظيف

4.       التوجيه

5.       الرقابة

6.       التنسيق

7.       التمويل  

ويعتبر اتخاذ القرار قلب العملية الإدارية وأثبتت بعض الدراسات أن عملية اتخاذ القرار تستنفد (80%)من وقت المسؤولين في مؤسساتهم لذا تجئ أهمية صقل وتنمية هذه المهارة بالعلم والتدريب والممارسة وإتقان فن بناء وإدارة عمل الفريق وتنمية مهارة التفاوض وعقد التحالفات وإجادة التشبيك وضرورة تطبيق عناصر الخطة التنفيذية الستة في الخطط الاستراتيجية والتشغيلية وإصدار التكاليف والقرارات (هنالك دراسة امريكية توصلت الى أن (80%) من القرارات التي دُرست وأُنفقت فيها أموال وجهد لم تُنفذ بسبب عدم دقة صياغتها: 

  1. ما هو الهدف؟ 
  2. ما هي الوسائل والاجراءات التي تحقق الهدف؟ 
  3. مَن سيقوم بالتنفيذ؟
  4. متي ينفذ؟
  5. كم يكلف؟
  6. كيفية التقييم؟                         

((أهداف ذكية ووسائل ذكية كفكرة تسويق اللاب توب)) بالتأمل في تجربة الشعوب التي نهضت وبدراسة التاريخ منذ حركات الإحياء والبعث في العالم العربي والإسلامي وحتي نهضة الدول الحديثة كما في (الصين – ماليزيا – البرازيل -سنغافورة  – كوريا الجنوبية) نجد أن هدفها الأول كان استنهاض المجتمع بكل قواه ذلك أنه محور عملية النهضة ومركز وقوعها الأكبر والفاعل الأساسي والهام في إحداثها، وكان رأس الرمح في ذلك تحديث التعليم وتحقيق الرضى الشعبي بتوفير الخدمات والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتعزيز فرص العمل وتعظيم الإنتاج وتسهيل وتيسير الإجراءات وإعمال مبدأ الشفافية في الأعمال (أهم عنصر لنهضة أي دولة شعبها كما قال مهاتير محمد)، وأكدت التجارب والدراسات أن الصفة المشتركة بين الناجحين هي أنهم يضعون الأمور الأهم أولاً واهتداءً بالتجربة الإنسانية هذه في إحداث الإصلاح والتغيير. ولجعل نهضة الأمة ممكنة الحدوث لا بد من تصميم رؤية شاملة تعبر عنها منظمات ومؤسسات وتتنزل في شكل برامج ومشاريع عمل تستنهض جميع قوى المجتمع وتعمل على تصحيح المسار من الجذور بتعظيم الإنتاج ورفع الهمة ومنع الفساد بتوظيف منظمات ذات امتداد قاعدي وتمدد مجتمعي وجعل وتيرة العمل دائمة ومتجذرة ومستمرة بالاستفادة من المؤسسات الأهلية القاعدية الدائمة والطبيعية الوجود لأنها أقل كلفة وأوقع أثراً وأكثر استمرارية وديمومة بتصحيح مسارها وتوسيع دائرة اهتماماتها وإدخال تقنيات وتطبيقات علمية وعملية (نماذج ومسارات) تجعلها فاعل أساسي في تنمية المجتمعات المحلية في المحاور الآتية:

1.       ترقية السلوك الفردي والجماعي.

2.       تعزيز قيم الإنتاج والإنتاجية وترسيخ مبدأ الواجب أولاً.

3.       تحسين طرق وأساليب كسب العيش للمجتمعات المحلية.

4.       تنمية وتعزيز روح العمل الجماعي وثقافة عمل الفريق والاعتماد المتبادل.

5.       تنظيم الحي والقرية لتصبح مكاناً جاذباً للعيش بتحسين الخدمات والاهتمام بالبيئة والمظهر العام.

6.       تعظيم وتنظيم وتوظيف التطوع.

7.       تشجيع المبادرات الناجحة وتحفيز المبادرين.

تحقيق الرضا وتجاوز المقاومة

علي صعيد بناء الدولة تكون البداية السليمة بتحديد وظائف وسلطات وصلاحيات الإدارة الحكومية في كل مجال وإسناد المهام بصورة واضحة لمؤسسات تنجز العمل بمعايير الجودة والامتياز (في وقته وضمن تكلفته وبقدر كميته و مواصفاته المحددة) بتوظيف أصحاب الكفاءة و إحسان تدريبهم و إقرار سياسات وتصميم نظم ومناهج تحقق المهام المطلوبة منهم بدقة وسرعة، وعليها كذلك إدارة التنوع وتشجيع الحوار والمبادرة وتعزيز التماسك الاجتماعي وفتح افاق للتطوير والتحديث و تعزيز الأمل من خلال طرح برامجها ومشاريع برؤى استشرافية و ميزات تنافسية علمية وعملية منفتحة وشفافة تشرك فيها المجتمع معبراً عن انشغالاته واهتماماته وآماله وتطلعاته ورؤاه لكيفية التعاطي معها ويتم الحوار حولها للوصول الى مقاربات يتفق عليها تحديد الاسبقيات وتوحد الرؤية الشاملة الجامعة المتفق عليها لتصاغ في برنامج عمل لكل مكونات المجتمع

 

التغيير نحو النهضة

 

اثبتت دراسة علمية عن الشركات الأمريكية أن المقاومة أفشلت ثلثي التغيير المخطط له خاصة المقاومة الداخلية، لتنتظم الخطى وتتوحد الجهود لتحقيق الهدف المشترك والمتفق عليه بتأسيس بنية دستورية وقانونية ومؤسساتية وصياغة عقد اجتماعي يعبر عن المجتمع بكلياته ليمهد الطريق لنهضة حضارية فكرية، ثقافية، تعليمية، اقتصادية وعمرانية. (إن دولة سنغافورة هي مجموعة جزر صغيره تستورد مياه الشرب من ماليزيا وتستورد الرمل لإصلاح الشواطئ 30 مليون دولار وغير منتجة للبترول ولكنها حققت نهضتها من خلال سياسات وترتيبات جعلتها تحتل المركز الثالث في تصنيع البترول في العالم، وخامس أغنى دولة في العالم من حيث احتياطي العملة الصعبة ورئيس وزرائها يتقاضى أعلي مرتب موظف حكومي في العالم). إن التغيير العميق وعظيم الأثر ذو المصداقية والاستمرارية هو ما يقع أولاً في الأفكار وهو ما يُعوَّل عليه في بناء الحضارات ونهضة الشعوب والمجتمعات (مراكز التفكير الجماعي والبحث العلمي)، وكما أن الإيمان هو ما وقر في الصدر وصدقه العمل وكما أن السنة النبوية جاءت مفصلة ومبينة للرسالة فلا بد أيضاً للفكر أن يفرز ما يؤكد صدقه وليتشكل في سلوك وممارسات ومشاريع وبرامج، ولإكساب هذا الجهد الاستمرارية

والفاعلية ﻻ بد أن يتمثل ويتجسد في نماذج قائدة وتعبر عنه مؤسسات ومنظمات تزكي وتحشد وتنظم  جهود المجتمع والأمه لما فيه الخير ولا بد من جهد قاصد ومنظم نحو هذا الهدف يسهم فيه كل بما يستطيع – لا تحقرن من المعروف شيئاً – وليس هنالك عملٌ يتصف بالصعوبة الشديدة إذا ما قمت بتقسيمه إلى مهام صغيرة – واعلم أن اليوم هو الغد الذى وعدت نفسك أن تنجز فيه الكثير من الأعمال ـ ومن استعد استمد – وإن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل – حديث الرسول صلي الله عليه وسلم.

وعلى المستوى الفردي هنالك معارف و تقنيات هامة و لازمة لتحسين الأداء وتحقيق الإنجاز ((ثقافة المشروع ـ ضرورة إيجاد خطة لإدارة الحياه – تعلم أسس وكيفية اتخاذ القرار وحل المشكلات ـ مهارات وتدريبات هامة في مجال التنمية البشرية ـ إدارة الوقت ـ إجادة فن التسويق والتواصل والإقناع)) و كلنا يعلم أن المخ هو الجهاز المسيطر على كل كيان الإنسان (وكلما كان مخك في حالة جيدة كانت قدرتك على السيطرة على سلوكك أقوى)، وأثبتت الدراسات أن مهارات التفكير أمور يمكن تعلمها وتطويرها:

تجنب الاستنتاج من التفاصيل وإهمال بقية الموضوع.

2.       أبحث عن حلول بديلة غير تقليدية.

3.       اعتمد التحليل لتحديد مسارك.

4.       لا تنفي وجود الشيء بمجرد أنك لا تعلمه.

5.       طوِّر خياراتك واعلم أن هنالك طريقة أخري للعمل وربما تكون الأفضل.

6.       كون علاقات وأنشئ روابط بين المواضيع مهما بدت لك غير متشابه. 7.       اجعل لنفسك ساعة تخلو فيها لتحاسب نفسك وتراجع أعمالك وتغير نظرتك للأشياء.

“اذا أردت ان تَصْدُقَ تنبؤاتك بما سيحدث في المستقبل، فعليك ان تكون جزء ممن يصنعون ذلك المستقبل”. كانت تلك هي وصية البروفيسور بيتر دراكر عالم الادارة الأمريكي المشهور لمدراء الشركات الذين كانوا يستعينون به في وضع ومراجعة استراتيجياتهم التجارية والمالية.

التفكير السوي عبادة

قدرة الإنسان على الإستبصار والتفكير مكنه من إكتشاف الأشياء فى الطبيعية وبالتالى الوصول إلى القوانين التى مكنته من تفسير الظواهر والسيطرة عليها وتسخيرها لصالحة ؛ وقدرة الإنسان على التصور والتخيل جعلته يتخطى حدود الحاضر إلى المستقبل

هذه دعوة لنعيد التفكير والتأمل في واقع مجتمعنا ولنفتح باب السؤال المنتج والبحث عن إجابات علميه وعمليه تقودنا للنهوض بواقعنا في طريقة السكن وكسب العيش والإنتاج وخدمات الصحة والتعليم والمياه النقية وصحه البيئة وتعاون مجتمعنا فيما بينه في الخدمات المشتركة وقواعد السلوك والتقاليد والعادات المتبعة فيه.

بقلم : عباس أحمد العطا دليل – مشاركة بتصرف