يتطور العالم وتتطور معه الحياة التي نعيشها في كل المجالات، فالثورات العلمية متلاحقة، ورفاهية الإنسان متحققة، إلا أن ما يفسد الفرحة بهذه الإنجازات هو أن الأمراض تتوحش، فالسرطان يقوى وتنتشر أعداده، وكذلك الفشل الكلوي، والفيروسات الكبدية الفتاكة، بالإضافة للإيدز والسكر وضغط الدم وأمراض القلب وغيرها. ورغم تطور الطب وإمكاناته إلا أنه يقف عاجزاً أمام هذه الأمراض، مما جعل “الطب البديل” يزدهر ويقوى، ويصبح له دعاة ويصبح له سوق أيضاً.
يقصد بلفظ الطب البديل كما يُعرف في العالم الغربي، بأنه أي نوع من وسائل المعالجة والتي لا تنتمي إلى الطب التقليدي الحديث. ومن أمثلته المشهورة: الأعشاب الطبية، الطب الصيني، اليوجا، التنويم المغناطيسي، المعالجة المثلية، الإبر الصينية.
كما يُعرف الطب البديل على أنه أي مُمارسة للتطبيب “لا تقع ضمن نطاق الطب التقليدي”، أو “هو الذي لم يظهر باستمرار ليكون فعال.”
معلومات عن الطب البديل
هو الطب الذي لا يعتمد في العلاج على الأدوية والعقاقير الكيميائية، وإنما يعتمد أسلوب آخر تُستخدم فيه الأعشاب الطبية والمواد الطبيعية والطرق التقليدية الأخرى التي أثبتت فعاليتها في علاج الكثير من الأمراض، ويوجد الطب البديل منذ القدم وعُرف في أقدم الحضارات الإنسانية مثل الحضارة الفرعونية، وبقي موجوداً إلى الآن على الرغم من تطور الطب الحديث وتطور أجهزته وأدواته، وقد أثبت الطب البديل فعاليته في علاج الكثير من الأمراض، وأخفق في بعضها.
مميزات الطب البديل
- يعتمد على المواد الطبيعية المتاحة مباشرةً في الطبيعة، ولا يضم أي تركيبات كيميائية معقدة.
- قلة الآثار السلبية الجانبية لعلاجاته مقارنةً بالآثار الجانبية للعلاجات الكيميائية المستخدمة في الطب الحديث.
- يُركز على الجوانب الروحانية والنفسية للجسد بالإضافة إلى الجسدية، على عكس الطب الحديث الذي يهتم بالجسم كشيء مادي يُعاني من ألم ما بالدرجة الأولى.
- يُعتبر أقل تكلفة مادية مقارنةً بالطب الحديث.
فوائد العلاج بالطب البديل
- الطب البديل يقوم بعلاج السبب الفعلي
الطب البديل يقوم بشفاء الجسم ويعالج سبب الألم عن طريق فهم المرض وعلاجه من قبل متخصصين في هذا النوع من العلاج. كمثال على ذلك تقويم العمود الفقري. على النقيض، فالطب السائد يميل إلى علاج الأعراض التي يسببها المرض وليس المرض في حد ذاته.
- يقوم بتحسين جودة حياة المريض
عند استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء يتم التحكم في الآلام التي نشعر بها ونشاهد تحسنًا في علاج هذا الألم ولكن يعود الألم من جديد عن التوقف عن تعاطي الدواء إذا لم يتم علاج العلة نفسها المسببة للألم، ولكن الطب البديل يقوم بتحسين حياة المريض على العموم وعلاج العلة في حد ذاتها.
- الطب البديل قد يكون أكثر أمانًا من الطب السائد
في الطب البديل يتم استخدام مجموعة من العلاجات الطبيعية والتي لا تتضمن مواد من صنع الإنسان أو غير طبيعية. ولهذا فإن استخدام المواد الطبيعية يكون عادة أكثر أمانًا من المواد المصنعة من الإنسان. وبالتالي لا يوجد أعراض جانبية لتعاطي هذه المواد أو استخدامها، أما الطب السائد فيستخدم المواد الكيميائية والمصنعة وبالتالي يسبب في الأثار الجانبية لمرضاه.
- الطب البديل أكثر مرونة من الطب السائد
يقوم عادة المتخصصون في الطب البديل بتغيير نمط العلاج وخطة العلاج وفقًا للتغيرات التي تحدث في نمط الحياة أو في حياة المريض، ولكن في الطب السائد فخطة العلاج واحدة لا تتغير إلا بتغير الأعراض أو العلة.
نستطيع أن نجد الأعشاب والمأكولات التي تحمينا من بعض الأمراض في غذائنا اليومي، فهو متوافر لدينا في كل وقت، وأي مكان، وسهل الإستخدام.
الطب الشعبي غير مكلف، مثل الأدوية التي تحتوي على المركبات والمواد الكيميائية والتي تكون أحيانا باهظة الثمن، خصوصا إذا كان لعلاج مرض نادر الحدوث.
الطب الشعبي يعتبر أكثر أمانا من تناول الأدوية التي يمكن على المدى البعيد تضعف المناعة.
يمكن من خلال الطب الشعبي علاج أكثر من داء في آن واحد.
هو العلاج الوحيد الذي يستخدم علاج الروحانيات، بعث الطاقة الإيجابية في النفس، والحث على التأمل والعلاج بالطبيعة، ويحافظ على العضلات والمفاصل عن طريق القيام بحركات معينة صحية للجسم.
الطب البديل هو طبٌّ لا يتم تعلّمهُ ضمن الطّبّ التّقليدي، بل يقومُ على أسسٍ تاريخيّةٍ قديمةٍ وتجاربَ مختلفةٍ في العلاجِ دونَ بنائِها على أساسٍ علمي مدّرس، فيستخدمُ الطّبُّ البديلُ في الكثيرِ من الشّعوبِ وخاصّةً الشّعوبِ غيرِ المتقدمةٍ، فيتم استخدامُ الطّبِ البديلِ كطبٍ أولي.
أهمية اللبن الرايب أو الزبادي وزيت الزيتون والعسل الأبيض والبصل والثوم والتمر والخل والكمون في علاج العديد من الأمراض الفتاكة للجهاز الهضمي والقولون والتهابات المعدة والكبد وخلل المناعة والسكر والأورام وهشاشة العظام والروماتيزم والروماتويد والأمراض العضلية.
إن الخلية داخل جسم الإنسان تمتلك ذكاء فطريا خارقا حيث تفكر وتتعامل مع الخلايا الأخرى وتتكاثر وتتابع العدو الميكروبي والفيروسي والسرطاني في تناسق هائل.
والجهاز الهضمي يحول الطعام إلى دم وعظم وأنسجة مختلفة ولهذا فإن الطعام هو سر الوجود فمنه تخلق الخلية والطعام هو الذي يغذي الخلايا المناعية فهو البناء والوقود للحرب بين الإنسان وخلاياه وأنسجته المناعية من ناحية والعدو من فيروس وبكتريا ومسببات سرطانية.
أضرار الطب البديل
- الأضرار الناتجة عن استخدام مواد سامة
كما ذكرنا فإن استخدام المواد الطبيعية عادة ما تكون امنه ولهذا فإن الطب البديل أمن ولكن وجد أن بعض أنواع علاجات الطب البديل تستخدم مواد سامة كالرصاص وغيره من المواد السامة.
- قد تكون بعض المواد الطبيعية ضارة بالجسد البشري
هناك بعض المواد الطبيعية قد تسبب في حدوث نتائج عكسية للمرض كما ذكرنا استخدام الثوم والزنجبيل النيء يسبب ميوعة الدم، وأيضًا عشبة الكافا التي تستخدم لعلاج القلق قد تسبب تلفًا في الكبد.
- البحث العلمي في الطب البديل محدود عن الطب السائد
بسبب عدم وجود شعبية للطب البديل فإن البحث العلمي المتعلق حوله محدود، ومع ذلك وبسبب وجود العديد من المستهلكين والمتسائلين حول الطب التقليدي فإنه يوجد بعض التمويلات التي تتزايد مع الوقت.
فيجب على المريض الاحتراس مما يتعاطاه، وأن يلجأ للمتخصصين في كل وقت وأن يجيد اختيار معالجيه. يجب أيضًا أن نتأكد من فعالية طرق العلاج التقليدية أو المتوارثة؛ لأنه قد تكون ذات ضرر على الجسد أو قد تكون بلا فائدة أو فعالية. إذا أردت أن تلجأ للعلاج بالطب البديل فاحرص على عدم تعاطي أشياء مجهولة الهوية أو اللجوء إلى الطرق التي ليس لها أساس علمي أو عقلي بالمرة.
أنواع الطب البديل
1/ العلاج بالأعشاب الطبية
العلاج بالأعشاب الطبية لا يعد مجرد تقاليد تم توارثها أو عادات قديمة، بل له فوائد عديدة ويكون فعال في كثير من الأحيان. الزنجبيل مثلًا يعالج القيئ والإسهال، آلام البطن، مضاد للأكسدة والسرطان، يعالج الغثيان، ويستخدم أيضًا لمعالجة آلام الأسنان والروماتيزم.
الثوم أيضًا يعد أحد أنواع العلاج بالأعشاب، حيث أن له دور في إعاقة عمل الإنزيمات التي لها دور في تكوين الدهنيات في الدم، وأيضًا يعد مضاد للأكسدة ويقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
عشبة البابونج وتستخدم في كثير من العلاجات كتهدئة المعدة، المساعدة على النوم، القضاء على البكتريا، علاج التهابات اللثة، علاج نزلات البرد، علاج التهابات القصبة الهوائية، والمحافظة على نضارة البشرة والحد من أعراض الشيخوخة.
الشوفان وهو نبات يستخدم كغذاء مثل القمح وله خواص علاجية، كالحد من الغضب لأنه يعد مهدئًا عصبيًا، يساعد في خسارة الوزن، يقي من سرطان الأمعاء، وله خواص جمالية كترطيب البشرة.
العلاج بالأعشاب آمن إلى حد كبير ولكن قد يتسبب في بعض الأضرار عند استخدامه بطريقة خاطئة، فمثلًا تناول الزنجبيل مع الثوم النيء يسبب ميوعة في الدم ويمنع تخثره بالرغم من أنه يعالج الصداع الشديد.
2/ العلاج بالوخز بالإبر
يُعتبر الطب الصيني من أعمدة الطب البديل وخصوصاً في مجالي التداوي بالأعشاب والتداوي بالإبر الصينية، حيث يتم الاعتماد على الوخز بالإبر لإعادة تدفق الطاقة أو طاقة الحياة والتي تسمى بالتشي في الجسد وهو ما يتم اعتقاده في الصين. ويتم استخدامه لعلاج الضغوطات النفسية ولإعادة العافية للجسد بشكل عام. يعتقد في الصين أن لطاقة الحياة مسارات محددة في الجسم ولهذا فإن الإبر الصينية تقوم بإعادة توازن هذه الطاقة في الجسد كما يعتقد، ولكن بالنسبة لأطباء الغرب فالعلاج بالإبر يعد تحفيزًا للأعصاب والعضلات والنسيج الضام بدقة شديدة لا أكثر.
أثبت التداوي بالإبر الصيني فعاليته في علاج الكثير من الأمراض لكنه يحتاج إلى متخصصين ماهرين.
3/ العلاج بالتنويم المغناطيسي
يعد العلاج بالتنويم المغناطيسي شيئًا شبيهًا بالغيبوبة، ويتم استخدام الصور والكلام للعلاج بالتنويم المغناطيسي.
يستخدم التنويم المغناطيسي لعلاج بعض السلوكيات الغير مرغوب فيها أو للحد من التوتر والقلق، حيث يشعر المنوم مغناطيسيًا بالاسترخاء والراحة ومن ثم يبدأ في تقبله للأفكار التي يعرضها عليه المعالج.
لا يستخدم التنويم المغناطيسي مع المصابين بالأمراض العقلية، وقد يتسبب في الصداع واختلاق أحداث غير صحيحة للمريض ولهذا يجب الحذر منه والتأكد من فعاليته قبل الشروع في تنفيذه.
4/ العلاج بالحواس
يعتقد البعض أن لحواس البصر، الشم، اللمس، التذوق، والسماع لهم تأثير على الصحة العامة ويتمثل العلاج بالحواس في الفن، الرقص، الموسيقى، التخيل والتصور.
5/ العلاج بالحجامة
يُعتبر العلاج بالحجامة من أهم طرق الطب النبوي، حيث ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه حث على التداوي بالحجامة، ويُستخدم فيه كاسات هوائية وطرق خاصة تعمل على جذب الدم الفاسد في الجسم للتخلص منه.
أثبتت الحجامة فعاليتها كثيراً في العلاج، لكنها تحتاج إلى متخصصين يعرفون استخدامها بالشكل الصحيح، كما أنها تحتاج إلى أوقات وطرق معينة لتطبيقها والكثير من الحذر.
فوائد الحجامة الطبية
- تنشيط الدورة الدموية واستخراج الشوارد الحرة والأخلاط الدموية .
- تنشيط وإثارة أماكن ردود الفعل ومراكز الحركة بالجسم .
- تنشيط العمليات الحيوية في طبقات الأنسجة الجلدية عن طريق امتصاص السموم وآثار الأدوية من الجسم .
- تسليك مسارات الطاقة وإعادة الحيوية للجسم .
- تقوية المناعة العامة للجسم بإثارة غدة الثايموس أمام عظمة القص .
- تسكين الألم عن طريق استخراج البروستاغلاندين .
- الحجامة تثير المواد المضادة للأكسدة وتحفزها .
- الحجامة تقلل نسبة الكوليسترول الضار LDL وترفع نسبة الكوليسترول النافع بالدم .HDL
- تنشيط عمل الغدد وتنظيم الهرمونات وبخاصة عند إجراء الحجامة عند الفقرة السابعة من الفقرات العنقية .
- تنشيط الدورة الدموية موضعياً عن طريق تجمعات دموية في بعض الأماكن التي تحتاج إلى دم زيادة
6/ استخدام اليوغا
اليوغا هي عبارة عن مجموعة تدريبات نفسية وجسدية وخلقية، الهدف منها هو مساعدة الإنسان على الوصول إلى الراحة الذاتية والهدوء والطمأنينة الداخلية، فهي تعمل على تحقيق الترابط بين الجسد والعقل والتنفس.
كل من يقوم ببعض حركات اليوغا في النادي الرياضي، سيلاحظ تحسناً في مرونة الجسم وفي الدورة الدموية. لليوغا فوائد صحية جمة، حيث تشير الدراسات إلى أن ممارستها بإنتظام تخفف من الإجهاد والاكتئاب الى جانب السيطرة على إرتفاع ضغط الدم وأعراض مرض السكري. ومن مزايا اليوغا أيضاً أن مخاطرها قليلة، إذ تعتمد على الحركات البدنية المترافقة مع التنفس اللطيف والتأمل، فتوحّد العقل والجسد والروح معاً لصحة أفضل.
7/ العلاج الانعكاسي
هو علاج يعتمد على تنشيط الطاقة ومعادلتها في الجسم بواسطة اللمس والضغط على مكامن الطاقة وهذه الطاقة تتغلغل داخل الجسم البشري في مسارات محددة غير مرئية وتعتمد فكرته على الضغط على راحة الكف أو باطن القدم أو الأذن او منطقة الظهر حيث إن لكل عضو داخلي نقطة على سطح الكف اوالقدم أو الاذن أو الظهر وبالتالي عند الضغط على هذه النقطة يؤدي الى إثارة الأعضاء الداخلية عن طريق تحفيز الجهاز العصبي وبالتالي تحسين الدورة الدموية وتحسين وظائف الاعضاء الداخلية . وهذا النوع من العلاج يعتبر من إحدى أهم آليات عمل الحجامة بالجسم .
8/ العلاج بالماء
له عدة أشكال أهمها تعريض الانسان الى ملامسة الماء البارد والماء بالساخن بهدف تنشيط أداء الدورة الدموية التي بدورها تدعم تخلص الأنسجة من الفضلات وامتصاص الغذاء حيث يعمل الماء البارد على تقلص الخلايا والأنسجة بينما يعمل الماء الساخن على تمددها .