نصائح للتخلص من التسويف والمماطلة ‏

التسويف والمماطلة تعني تأجيل الأعمال والمهام إلى وقت لاحق. يرى بعض علماء النفس أن الشخص قد يلجأ إلى التسويف فرارا من القلق الذي عادة ما يصاحب بداية المهام أو إكمالها أو ما يصاحب اتخاذ القرارات .  نفر من العلماء اقترحوا ألا نحكم على التصرف بأنه تسويف إلا عندما يتوفر ثلاثة معايير:

اولا:  أن يكون للتأجيل نتائج عكسية.

ثانيا:  أن يكون التأجيل لا حاجة له بمعنى أنه ليس هناك هدف من التأجيل.

والثالث: أن يترتب على التأجيل عدم إنجاز المهام وعدم إتخاذ القرارات في الوقت المحدد.

كما أن التسويف المستمر ربما يضر بصحتك، إذ يجعلك فريسة لضغوط بعيدة المدى، تحملك على أن تُرجئ ممارسة التدريبات البدنية مثلا أو تناول طعام صحي بشكل أكبر، أو حتى التوجه إلى الطبيب، عندما تشعر بأعراض مرضية.

فهل يمكن أن تساعدنا الأبحاث والدراسات النفسية، على أن نقلل من التسويف والمماطلة، وأن تحفزنا بشكل أكبر على أداء المهام الموكلة لنا دون إبطاء؟

 

فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك على التخلص من هذه العادات السلبية:

1/ ابدأ بمهام سريعة وسهلة

تجنب التسويف والمماطلة، يمكنك اختيار استراتيجية بسيطة: القيام بأبسط المهام التي تستغرق وقتًا أقل أو المهام التي تجدها أكثر متعة , ابدأ في القيام بها أولاً. فهذا العمل سيضعك في مزاج جيد ويحفزك لأداء أكثر بالإضافة إلى ذلك ، ستكون قد قمت بالفعل ببعض المهام التي ستجعلك تشعر بالرضا الشخصي.

ولكن انتبه لا تحتفظ بالمهام الصعبة حتى نهاية اليوم , ففي بداية اليوم ، عادة ما يكون لدينا المزيد من الطاقة ، ويمكننا أداء المهام الأكثر صعوبة أو تلك التي لا نريد القيام بها على أكمل وجه, إن الاحتفاظ بها حتى نهاية اليوم فكرة سيئة ،  وقد تضطر إلى تأجيلها لأنك أصبحت متعبًا بحلول نهاية اليوم.

2/ ضع لكل هدف كبير سببًا

أحيانًا نكون مهووسين بالهدف نفسه ، بالعمل الذي يمثله والألم الذي يسببه لنا لدرجة أننا ببساطة ننسى سبب رغبتنا في تنفيذ هذه المهام اليومية. أو كيف سنشعر عندما تنتهي هذه المهمة؟ وما هو الهدف النهائي؟ هذه كلها إجابات يجب معرفتها وتذكرها طوال فترة عملك على هذا الهدف. سيكون هذا التصور هو القوة الدافعة في مراحل الإحباط.

لن تستطيع إنجاز أهدافك في حال كان ليس لديك إرادة كبيرة لتغير حياتك والمباشرة في إنجاز واجباتك، يظهر التسويف كعائق كبير بينك وبين إنجاز مهامك وتحقيقك لأهدافك، التي كنت قد وضعتها، فتصبح عاجزاً عن تحقيق الخطوة الأولى في طريق أي هدف ترغب في تحقيقه، وتعاني نتيجة ذلك تضارباً بين رغبتك الحقيقة في الإنجاز وبين مقاومتك الداخلية لكل هدف تسعى لإنجازه، فأنت تضع اهداف لحياتك بسبب رغبتك العميقة في تحسين حياتك، وهنا يحول التسويف دون تحقيقك لأي هدف.

على سبيل المثال ، لقد بدأت تغيير أو إعادة ترتيب مكتبك بشكل كبير . أكثر من مرة ، وبدأت تشعر بالرغبة في التوقف أو التأجيل. في هذه اللحظات ، تذكر لماذا بدأت كل هذا أغمض عينيك وتخيل نفسك في مكتبك الجديد بعد الانتهاء والراحة التي ستشعر بها .. وبهذه الطريقة فقط تمكنت من تحفيز نفسك.

 

3/ قسم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة

إن أسوأ ما يمكنك القيام به هو إرباك نفسك بأداء العديد من المهام الكبيرة والمستعجلة في الوقت نفسه. قم بتقسيم مهامك الكبيرة إلى مهام صغيرة، وإعداد قائمة بها وابدأ بشطب كل مهمة تقوم بإنجازها. لن يساعدك ذلك على الحد من التوتر الناتج عن أداء المهام الكبيرة فحسب، بل سيعزز أيضاً شعورك بالرضا الذاتي.

4/ تطبيق نظام تحديد الأولويات

القرار الصحيح هو تطبيق نظام الأولوية وهو بدوره يكون قادر على تنظيم وضبط وقتنا وطاقتنا وتركيزنا، ولعل من أسرار هذا النظام هو تنظيم عقلنا وأولوياتنا، وذلك بوضع برنامج اليوم في الليل لننام ونحن نعرف مهامنا ليوم غد مسبقاً، وفي حال ظهور أمر مستجد يجب أن نباشر بما هو أمامنا فوراً.
المهم أن نبدأ فالمبادرة في إنجاز أول شيء أمامنا تجعلنا نعرف ما هي الخطوة التالية، ثم باقي الخطوات اللاحقة أول بأول، إلى أن نصل إلى الاستقرار ونركز على دراستنا وتحصيلنا بهدوء، المهم أن نبادر ونبدأ بالتنفيذ  فشعورنا بالإنجاز يشجعنا على الاستمرار، وعند توالى الإنجازات وتزايد الشعور بالرضا نصل إلى التركيز الأقصى..

بالتالي نصل للسكينة والسلامة لنتعامل بتركيز مع كل مهمة تواجهنا، ويمكن أن يكون نظام الإنجاز القائم على تحديد الأولويات كالتالي:

  • الدراسة المبكرة.
  • ثم إنجاز أمور الأخرين, قبل العودة لإنجاز أمورنا الخاصة.
  • فالعودة للدراسة مرة اخرى.

المهم أن نبرمج أنفسنا مسبقاً على أداء المهمات وتحضير الأشياء التي نريد إنجازها في اليوم التالي

 

5/ لا تفكر كثيرًا، وابدأ بالعمل فورا

إن أفضل نصيحة يمكن أن تساعدك في محاربة التسويف هي ببساطة … البدء بالعمل فورا لا تضيع الوقت في التفكير ، وموازنة الإيجابيات والسلبيات ، والاستماع إلى نفسك ، والبحث عن الكمال , مع كل تصميم مع كل مشروع قد لا تتمكن من السيطرة على عادتك في تأجيل الأعمال وتبدأ برمي مهامك والمماطلة في أمورك حتى تتراكم التزاماتك وواجباتك ويخرج التسويف وتأجيل أعمالك عن إرادتك، ويمتد ليصل إلى كل أعمال وروتين حياتك.

 

6/ ابتعد عن المشتتات ومصادر الإلهاء

سيسمح لك تحديد وإزالة جميع مصادر الإلهاء بأن تكون أكثر كفاءة في أداء المهام التي لا يزال يتعين عليك القيام بها. 

تتعدد مصادر التشتيت وهي أحد الأسباب الرئيسية للمماطلة . سوف تميل إلى التوقف عدة مرات وبالتالي تتخلف عن الخطة الخاصة بك وفي النهاية تؤجل ما تحتاج إلى تحقيقه الآن. لذلك انصحك بإبعاد هاتفك , جهاز الكمبيوتر, التلفاز , الضوضاء عنك لتجنب الوقوع في دائرة التسويف المفرغة. 

7/ كافئ نفسك

خطط للحصول على مكافآت بينما تتقدم نحو أهدافك. على سبيل المثال ، يمكنك بأخذ فترات راحة تستحقها أثناء مراحل عملك ، ولكن يمكنك أيضًا أن تَعِد نفسك بمكافآت أكبر. على سبيل المثال ، أقرر أن أكافئ نفسي بهذا الكتاب/الكراسة/الألوان/الفستان..إلخ. الذي يجعلني أسعد كثيرًا عندما أحقق هذا الهدف. أقرر أن أكافئ نفسي بالرحلة التي أحلم بها إذا تمكنت من تحقيق هذا الهدف الضخم نعم يمكننا التفكير بشكل كبير. أو حتى أكافئ نفسي بمشاهدة مسلسلي المفضل عندما أنتهي من جميع مهامي.

باختصار بمجرد الانتهاء من عملك ، امنح نفسك مكافأة! هذه طريقة جيدة لتعزيز الجهود بشكل إيجابي وإعطاء المزيد من الحافز: من خلال التفكير في المكافأة التي سنقدمها لأنفسنا ، فإننا نعزز دافعنا.

 

8/ انظر إلى إيجابيات المهام

من بين الطرق التي يمكنك من خلالها تحديد ما إذا كنت مصابا بالتسويف المزمن من عدمه، هو أن تسأل نفسك ما إذا كنت تحجم عن أداء المهمة الموكلة إليك، لأنك تخشى من الفشل أم لا. هنا يمكننا الاستعانة برأي فوشيا سيرويس، باحثة في جامعة شيفيلد، والتي عكفت لمدة 15 عاما على إجراء دراسات بشأن التسويف والمماطلة. ووجدت سيرويس من خلال أبحاثها تلك، أن المشكلة في هذا الشأن لا ترتبط ببساطة، بالكسل أو الفشل في الاستفادة من الوقت، وإنما يتعلق بمشكلات في تنظيم المشاعر والعواطف.

فإذا كنت تخشى الفشل في إنجاز مهمة ما، ربما سيدفعك ذلك للبحث عن ذرائع لإرجاء القيام بها، كي تتجنب أن تراودك مثل هذه الأحاسيس المزعجة. ورغم أن هذا التسويف قد يُشعرك بتحسن مؤقتا، فستتمثل المشكلة في أن ذلك سيُدخلك في حلقة مفرغة سيئة. إذ أن إرجاءك إنجاز المهمة سيقلص الوقت المتاح لك لذلك، ما يزيد فرص الفشل، ويجعلك تشعر بقلق أكبر حيال ما هو موكل إليك، مما قد يقلل احتمالات شروعك في القيام به من الأصل.

ويمكن أن يساعدك التركيز على الإيجابيات الكامنة في المهمة المنوط بك إنجازها، على التعامل مع مثل هذه المشاعر. ومن الناحية المثالية، يفترض أن يكون ذلك متمثلا، لا في مكافآت تحظى بها في المستقبل، وإنما في شيء إيجابي تحصل عليه خلال قيامك بالمهمة. فربما ستتعلم أثناء ذلك شيئا ما، أو قد تشعر بأنك منغمس في المهمة وراضٍ بها أكثر مما كنت تتوقع في السابق.

9/ خطط مسبقا

ثمة استراتيجية نفسية يمكنك استخدامها إذا عرفت أن إغراءات أو أسبابا بعينها ستظهر خلال أدائك لمهمة ما سوف تحدو بك للتسويف في إنجازها. وتُعرف هذه الاستراتيجية باسم “ماذا لو”، وتقوم على تحضيرك مسبقا، لبدائل يمكنك اللجوء إليها لمواجهة هذه الأسباب والإغراءات المحتملة. فمثلا، عندما تكون بحاجة لقضاء عطلتك الأسبوعية منهمكا في إنهاء دراسة ما، بوسعك أن تقرر مسبقا، أنك ستقترح على أي صديق يطلب منك اللقاء خلال العطلة نفسها، أن يُرجئ ذلك إلى ساعات المساء، لكي تتفرغ لأعمالك البحثية خلال النهار.

عندما راجع عالم نفس أمريكي يُدعى بيتر غولويتزر 94 دراسة أُجريت على أناس يتبنون هذه الاستراتيجية، وجد أن فرص التزامهم بتحقيق أهدافهم تزيد بواقع مرتين إلى ثلاث، عن أولئك الذين لم يتبعوها.

 

10/ حافظ على تركيزك

هل أنت واحد من أولئك الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في استخدام الأجهزة الإلكترونية، ويتشتت انتباهك في العمل فور تلقي مكالمات أو تنبيهات على هاتفك؟ لا تقلق، إذ يمكنك التغلب على هذه المشكلة بسهولة. يكمن الحل في استخدام تطبيقات الهاتف التي تعمل على إيقاف التنبيهات الإلكترونية وتعزز مستوى تركيزك.

11/ اتبع نظاماً غذائياً صحياً

هل تتساءل ما شأن النظام الغذائي بمشكلة تأجيل المهام؟

في الواقع تعتمد مستويات الطاقة التي تتمتع بها على نوعية نظامك الغذائي. حيث تؤثر العادات الغذائية الصحية إيجاباً على مستويات إنتاجيتك في العمل وتزودك بالطاقة اللازمة لبدء يومك بفعالية.